أصبحت الألعاب وسيلة مهمة وشائعة لقضاء وقت ممتع، وحتى أنها أصبحت مساراً وظيفياً كاملاً، مثل صناعة المحتوى وصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، وبسبب الاتساع الكبير في هذه المجال زادت المنافسة فيه.
سنتعرف في هذا المقال على كيفية تطوير اللاعب لنفسه وبناء القدرات اللازمة لتحسين مستواه في اللعب.
نعلم أن الأحوال في سوريا سيئة من حيث توفر الكهرباء وجودة الانترنت والوضع المعيشي والعقوبات على الاستيراد، ولكن سنعطيك طرق مختلفة وشتى لتتطور بها، اختر ما يمكن العمل به، فليس من الضروري اتباع كل الخطوات.
سيشمل المقال النقاط التالية:
1- النظام
2- التدريب والتطوير
3- العادات الواجب اتبعاها
4- الصحة النفسية والجسدية
5- روح الفريق والتواصل
6- المهارات
1– النظام أو الـ Setup
وهو الجهاز أو المنصة الذي ستقوم بتشغيل اللعبة عليه، وهي مختلفة، على سبيل المثال: حاسوب – هاتف ذكي – وحدة تحكم (Playstation – Xbox – Switch)
يمكنك بدايةً أن تحسّن من عتادك الذي ستقوم باللعب عليه وتتأكد من أنه يوافق المتطلبات اللازمة لتشغيل اللعبة لتجنب المشاكل التقنية، وثق بأن الجهاز ليس له علاقة بمستوى مهارتك، وسيرفع منها بقدر محدود، فهو ليس مفتاح الفوز.
بالنسبة للحاسوب:
- الفأرة “Mouse”
عليك اختيار فأرة “Mouse” مناسبة للطريقة التي تلعب بها، كما يجب أن تكون مناسبة لقبضة يدك، أنصحك بتجنب الفأرة ذات الأزرار المتعددة لأنها ستسبب لك نوعاً من التشتت أثناء اللعب.
البعض يظن أنه لو بقي على نفس الفأرة فسيتحسن أداؤه، وهذا الاعتقاد ليس بالضرورة صحيح، نعم أنت معتاد على الفأرة الحالية لديك ولقد كوّنت ذاكرة عضلية جيدة، ولكن من الممكن أن يتحسن أداؤك بشكل أكبر لو جربت فأرة بجودة أعلى.
لتتحكم بشكل أفضل بالفأرة عليك اختيار مخدة فأرة “Mouse pad” ناعمة وذات جودة جيدة لتضمن لك انسيابية في تحريكها على المكتب.
أخيراً لا تنسى ضبط حساسية الفأرة وتجريبها على المخدة الخاصة بها قبل الخوض في اللعب الجدّي خصوصاً في ألعاب إطلاق النار Shooter.
- لوحة المفاتيح “Keyboard”
قد تظن أن نوعية لوحة المفاتيح غير مهمة، فكلها يقوم بنفس الوظيفة ألا وهي الضغط على الأزرار، ولكن لوحة المفاتيح المخصصة للألعاب بإمكانها أخذ عدة أوامر من الأزرار بوقت واحد وبترتيب صحيح ودون أخطاء، تُعرف هذه الميزة باسم Anti-Ghosting، وهذه هي الميزة التي تفتقدها لوحة المفاتيح العادية.
أنصحك طبعاً باقتناء لوحة مفاتيح ميكانيكية، لأنها تتميز بدقة أكبر وعمر أطول، كما أن صوت النقرة سيساعدك على تشكيل نمط من الوتيرة الصوتية أثناء ضغط الأزرار ومعرفة متى تم النقر.
ومما لا شك فيه، يجب عليك أن تعتاد على لوحة المفاتيح وتختار تموضع معين لأصابعك على المفاتيح وتوزيع المفاتيح على الأصابع، أيضاً لتشكيل ذاكرة عصبية وتأمين استجابة سريعة أثناء اللعب.
- الشاشة “Monitor”
تعتبر الشاشة مهمة جداً في اللعب، فهي وسيلتك الوحيدة لقراءة مخرجات اللعبة، وعلى إثرها ستقوم باتخاذ قراراتك في اللعبة.
كلما كانت الشاشة أكبر وذات جودة أعلى زادت قدرتك على ملاحظة الأشياء ورؤيتها بوضوح وذلك للاستمتاع باللعب كتجربة بصرية وعمل فني أولاً ومن ثم إمكانية رصد المتغيرات في اللعبة ثانياً.
ومن العوامل المؤثرة في اختيار الشاشة هو التردد، فكلما كان التردد أكبر بدت الصور سلسة أكثر.
لتجربة مثالية يُنصح بشاشة مقاس 27 انش، أما بالنسبة للهواتف الذكية فيُنصح بمقاس أكبر من 6.5 انش
- وحدات التحكم “Consoles”
عليك اختيار ذراع تحكم مناسبة، والتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، ويفضل الابتعاد عن ذراع التحكم اللاسلكية، لأنها تُحدث تأخير في نقل المعلومات. - الهواتف الذكية “Smartphones”
تأكد من استخدام هاتف ذكي ذو معالج وكرت رسوميات قوي، وذاكرة تخزين كبيرة وذاكرة “RAM” مناسبة، ولا تستخدمه أثناء الشحن لأن ذلك يسبب ارتفاع في درجة حرارته ويقلل من عمر البطارية. - السماعات “Headphones”
تعد أيضاً أداة مهمة يستخف بها البعض، فهي وسيلتك الثانية بعد الشاشة للحصول على المعلومات من اللعبة، وأيضاً التواصل مع شركائك في اللعبة وتبادل المعلومات والنصائح باستخدام الميكروفون “Microphone”.
كما أن السماعات تعزلك عن الأصوات في البيئة المحيطة التي يمكن أن تشوش من تركيزك أثناء اللعب.
احرص على استخدام سماعات بميكروفون جيد يمنع الضجيج، وإذا حوت السماعات على ميزة ثلاثية الأبعاد سيكون هذا أفضل لتجربتك في اللعب، لأنك ستميز جهة الصوت.
- كرت الرسوميات “Graphics Card”
قم بتحديث معالج الرسوميات في أجهزتك من حينٍ لآخر، لأن تحديثها سيؤثر على معدل الإطارات المعروضة على الشاشة في الثانية “Frame Per Second” وهذا سيساعدك بالاستمتاع بتجربة لعب أسلس وأفضل.
المعدل الأمثل للإطارات في الثانية هو 60 أقل من هذا المعدل سيؤثر سلباً على أدائك وسيعطي أفضلية للغير عليك. - الاتصال بالانترنت “Connection”
إذا كنت تلعب الكثير من الألعاب على الانترنت “Online” فيجب عليك التأكد من امتلاك وسيلة اتصال وثيقة بالانترنت لتخفف من الـ “Ping” والبينغ هو الزمن اللازم لأصغر جزء من البيانات ليتم نقله من جهازك إلى المخدّم “Server” على الانترنت والعودة إلى جهازك مرة أخرى.
يعتبر أي بينغ بين 50 إلى 100 ميلي ثانية جيد، وكلما كان هذا الزمن أقل كانت استجابة اللعبة لديك أفضل.
لتحسين نوعية الاتصال بالانترنت حاول اقتناء جهاز إرسال “Router” جيد، وتجنب استعمال الشبكة اللاسلكية فهي تسبب تأخر في الاتصال، استعض عنها بالاتصال السلكي، وقم باغلاق البرامج غير المرغوبة لكي لا تؤثر على اتصالك بالانترنت أثناء اللعب.
وكما قلنا في البداية، ليس من المهم امتلاك جهاز خارق لتكون لاعب محترف، بل يمكنك بناء المهارة عبر طرق أخرى، وعندما يصبح موضوع الاستثمار في منصة لعب جديدة مجدي يمكنك تطويرها.
2– التدريب والتطوير Training and Development
تزداد الألعاب الإلكترونية تعقيداً يوماً بعد يوم، ولم تعد بتلك السهولة المعهودة، لذلك أصبح من الواجب عليك بناء خطة ووضع أهداف لتطوير نفسك فيها، إليك بعض النصائح لتحقيق ذلك:
- لا يمكنك أن تتطور في شيء دون أن تعطيه الوقت، لذلك استمر في التدريب، كل شيء ممكن بالتدريب، ولا تستسلم.
- خصص وقت معين للتدريب وليس للعب، جرب أساليب لعب جديدة وخطط مبتكرة، استفد من ساحات التدريب الافتراضية في الألعاب.
- حدد أفضل وقت لك للعب، حيث تكون فيه بكامل تركيزك ونشاطك.
- تعلم من أخطائك، سجل مقاطع من لعبك وراجعها بنفسك أو أطلب ذلك من أحد أصدقائك.
- تعلم من الآخرين، اطلب المساعدة، شارك خبراتك وناقش اللاعبين الآخرين، خصوماً كانوا أم شركاء، اطلب منهم تدريبك أو مراقبتك أثناء اللعب، وبدورك قم بتدريب أصدقائك، ستتعلم من ذلك الكثير بشكل مذهل.
- انضم للأندية والمجتمعات والتجمعات المتعلقة باللعبة التي تلعبها، فهذا سيضفي حماسك ويزيد من معرفتك إضافة إلى إمكانية بناء علاقات مع أصدقاء جدد يشاركون اهتماماتك.
- لا تخف من اللعب مع خصوم أقوى منك، من المحتمل أن تخسر، ولكنك ستخرج بنتيجة وستكون أقرب للفوز في المرة القادمة.
- شاهد فيديوهات للاعبين محترفين على الانترنت وتابعهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أبدي رأيك بخططهم، قدم النقد وناقش.
- ابحث عن نصائح عبر الانترنت وشاهد الفيديوهات التعليمية والاستراتيجيات المقترحة، أعطها فرصة وجربها حتى وإن لم تكن تناسب أسلوب لعبك الحالي.
- اعرف نقاط قوتك واستثمرها بموقعك اللازم في الفريق، واطلب من شركائك تغطية نقاط ضعفك.
- راقب خصومك كما تراقب نفسك، أقرأ تحركاتهم وتنبأ بخطواتهم التالية، شاهد ألعاب سابقة لخصومك المستقبلية في حال كانت متوفرة لتطوير خطة مضادة، وتبني نماذج للاعبين.
- حاول التقدم في اللعبة بسرعة ليُتاح لك كامل المحتوى، فهذا سيسرع تقدمك.
- إن كان هناك مستوى أو خريطة صعبة عليك في اللعبة، كررها لوحدك حتى تتمكن منها وتحفظها عن ظهر قلب، فهذا سيعطيك فرصاً أكبر في الفوز.
- انتبه للتفاصيل، اللاعب المتميز هو من يدرك محيطه ويستفيد من كل العوامل الموجودة لصالحه.
- أقرأ ملاحظات آخر كل إصدار “Patch Notes” لتكون على معرفة بالمتغيرات والأمور الجديدة في اللعبة.
- استفد من محاكيات الألعاب وبرامج بناء الخبرة وتدريب المهارات التخصصية، مثل برنامج تدريب التصويب للفأرة “Aiming Pro”.
- العب ألعاباً مختلفة ومتنوعة لتبني مهارات جديدة حتى وإن لم تكن مفضلة لديك أو كنت لا تمتلك المهارة اللازمة للعبها.
- افهم اللعبة جيداً قبل البدء باللعب الجدي والجماعي فيها، أبدأ بصعوبة منخفضة ريثما تفهم اللعبة لكي تتقدم بشكل تدريجي.
- ابتعد عن الملهيات، كما ذكرنا في الفقرة السابقة، استخدم سماعات ذات عزل صوتي جيد، اخفض صوت الموسيقى الخلفية وارفع صوت التأثيرات في اللعبة لأن الموسيقا تلهيك عن التركيز، ولا سيما أن الكثير من الألعاب حالياً أصبحت تعتمد على الصوت وتتطلب الدقة، لا تشغل موسيقتك الخاصة أيضاً، لأنك ستنشغل بها عن اللعبة.
- اضبط إعدادات التحكم والاختصارات الخاصة بك، وتأقلم معها واحفظها قبل البدء باللعب، مثل حساسية الفأرة، اختصارات الكيبورد، سطوع الشاشة، تموضع الأزرار على الشاشة في حالة الهاتف الذكي.
- درّب عضلات يديك ومعصمك وأصابعك، وذلك لتحسن استجابتك وردات فعلك، و لتتجنب المشاكل العضلية، و لتخفف من شعورك بالإرهاق السريع.
3- الصحة
قد يأخذ اللعب وقتاً كبيراً من وقتك كوسيلة للتسلية وهواية، ولكن يجب عليك في المقابل ألا تهمل صحتك. إليك بعض النصائح الواجب اتباعها:
بالنسبة للصحة الجسدية:
- انظر للشاشة بشكل مستقيم وبتباعد يتراوح بين 50 إلى 100 سم.
- يجب أن تبقى ذراعيك على الفأرة ولوحة المفاتيح بشكل مستقيم، و رسغك مستند على الطاولة على مخدة لتخفف من الاحتكاك وظهرك مشدود الى الكرسي لتجنب آلام الظهر والرقبة والمعصم.
- خذ قسطاً من الراحة بين جلسات اللعب ولا ترهق نفسك.
- افحص عينيك بشكل دوري عند الطبيب، والتزم بالنظارة الطبية في حال تم وصفها لك، واستخدم فلتر الأشعة الزرقاء في الشاشات، ولا تستخدم إضاءة متوهجة جداً في غرفة مظلمة.
- ابتعد عن الكحول والإفراط في السكر والكافيين، فهي تضر بالجهاز العصبي.
- تناول غذاء متوازن، هناك أنواع محددة من الطعام تساعد في التركيز مثل السمك والأفوكادو والشوكولا الداكنة والتوت البري.
- تناول كميات كافية من السوائل وخصوصاً الماء، أبقي علبة من المياه قريبةً منك.
- خذ قسطاً كافياً من النوم، وتجنب اللعب أو الشاشات الإلكترونية قبل ساعة من موعد النوم ليتمكن الجسم من الاسترخاء.
بالنسبة للصحة النفسية:
- تقبل الخسارة بروح رياضية ولا تجعلها تؤثر عليك أو تحبط من عزيمتك وتهز ثقتك بنفسك
- لا تجعل الغضب يتملكك، إنها مجرد لعبة، وتعتمد على الحظ.
- تجنب الألعاب التنافسية عندما تكون بحالة مزاجية سيئة أو في حالة تعب أو قلق أو توتر، سينخفض أدائك بشكل ملحوظ، استعض عنها بألعاب مسالمة في مثل هذه الأوقات.
- عندما تخسر لا تعاود اللعب مجدداً، سيكون الغضب أو الإحباط متملكاً عليك، خذ قسطاً من الراحة، قم بالتنزه، اخرج مع أصدقائك، خذ حماماً سريعاً، شاهد التلفاز، أعطِ نفسك وقتاً لتقبل الخسارة وفكر في الجوانب التي يمكن أن تطورها لتفوز في المرة القادمة.
4– روح الفريق والتواصل
إن الألعاب الإلكترونية ممتعة أكثر برفقة الأصدقاء، وأصبح أغلبها يعتمد على اللعب الجماعي، لذلك عليك تعلم كيف تتواصل وتتطور معهم، إليك بعض النصائح:
- كن صاحب روح رياضية، تقبل الخطأ وأنصح شركائك، لا تلقي باللوم عليهم وحسب.
- أبقى متواضعاً مهما حققت إنجازات كبيرة.
- تقبل النقد وساعد الآخرين.
- انضم لفريق يناسبك، وتدرب معهم لتعزز التواصل والفهم المشترك بينكم.
- شارك بالبطولات لتختبر مهاراتك مع فريقك.
- العب بالدور الذي يتلاءم مع خبراتك.
- تعلم كيف تتواصل مع أعضاء الفريق.
- لا تنسى بناء الثقة والاحترام المتبادل والفهم بين أعضاء الفريق.
5– المهارات Skills
هناك مجموعة من المهارات المتخصصة التي ستساعدك في التقدم في اللعب لو تمكنت منها.
نذكر منها:
- مهارة التحكم الدقيق والتركيز:
أفضل لعبة لتقوية هذه المهارة هي لعبة Super Meat Boy - مهارة التوقيت:
أفضل لعبة لتقوية هذه المهارة هي لعبة VVVVVV - مهارة التفكير السريع واتخاذ القرارات:
أفضل لعبة لتقوية هذه المهارة هي لعبة Tetris - مهارة الصبر والمثابرة:
أفضل لعبة لتقوية هذه المهارة هي لعبة dark souls - مهارة حل الالغاز
- مهارة التنسيق بين اليد والعين:
أفضل لعبة لتقوية هذه المهارة هي لعبة osu!
كتابة: عبد الرحمن الأحمد
تدقيق: Khaled